الاثنين، 9 مارس 2009




مقال منع من النشر
معرض الكتاب ينجح بكل شيئ الا الثقافة

بالرغم من مساحة المكان الكبيرة و الديكورات الجديدة التي اقيم بها معرض الرياض الدولي للكتاب و ساحة المطاعم الجديدة التي جذبت العائلات للحضور بكثافة خلال ايام اجازة الاسبوع و مع حرص ادارة المعرض على توفير كل مايساعد على نجاح المعرض الى ان حصر الدخول في بوابة واحدة هي بوابة عثمان بن عفان واغلاق بوابة الملك عبد الله فجاة كان السبب في سجن عدد من الزوار داخل المعرض و تجمهرهم اصرار على الخروج من بوابة الملك عبد الله التي دخلوا منها صباحا و يبدو ان تجمهر الزوار و صراخهم دفعا مسئولي امن المعرض الى الاستجابة و القيام بفتح البوابتين خاصة ان بوابة الدخول التي على طريق عثمان بن عفان لا يعرف احد كيفية الوصول اليها وسط كل هذه الحواجز التي اقيمت على المعرض خاصة مع زيادة عدد الزوار بسبب التنظيم الجديد المتبع بتخصيص ايام اكثر للعوائل من الايام الخاصة بالرجال لوحدهم.ومع وجود اكثر من جهاز كمبيوتر للزوار لمساعدتهم على البحث عن الكتب التي يريدونها الى ان دور النشر مازالت مصرة على ابعاد الكتب الورقية عن التطور التقني حتى لو كان هذا التطور سيساعد الزائر على الوصول للكتاب الذي يريده او دار النشر التي يتواجد به.فالبحث عن طريق اجهزة الحاسوب المنتشرة اقل ما يقال عنه انه سيئ باجماع كافة الزوار حيث ان النتيجة التي تظهر على الشاشة ايا كان العنوان الذي تدخله او اسم المؤلف "لا يوجد شيئ بهذا الاسم" في كافة الاحوال والغريب انك حتى لو كنت تعرف اسم الكتاب و المؤلف فان نتيجة البحث هي لا يوجد بالرغم من ان الكتاب موجود في واحدة من 600 دور النشر المشاركة الى انه يتعين عليك ان تبحث عنه ذاتيا وسيرا على الاقدام لتصل اليه مادمت مصرا على قراءة الكتاب ورقيا.
يبرر القائمون على المعرض هذا الخلل في ان دور النشر لم تدخل عناوين كتبها التي شاركت بها في الوقت الذي يبرر اصحاب دور النشر هذا الخلل بان البحث الالكتروني لم يدشن سوى قبل اسبوعين وكان من الصعب على اي دور نشر حصر عناوين الكتب التي شاركت بها دون وجود مساعدة من ادارة المعرض و ايا كانت الجهة المسئولة عن السبب و حتى لو وزعت المسئولية على الطرفين فان الضائع هو زائر المعرض الذي استبشر خيرا بوجود تقنية تساعده على ايجاد ما يريد فاذا النتيجة صفرا بالرغم من معرفته باسم الكتاب و المؤلف فكيف هو الحال لو اراد بحثا متقدما عن كتب كاتب ما او الكتب التي تحتويها دار نشر معينة.
تقول مشاعل الموسى كانت تبحث واختها عن كتاب المدونة "هديل الحضيف"رحمها الله و بالرغم من ان والدها قام يتوقيع كتابها داخل المعرض الى ان نتيجة البحث كانت تصر على انه لايوجد كتاب بهذا الاسم.
و تشير ذكرى الاحمد انها يئست من العثور على رواية حلة العبيد للكاتب طارق الحيدر بالرغم من ان الرواية وصل لها موجز عنها عن طريق احدى المواقع ومعها اسم المؤلف ومع هذا فان البحث يشير الى عدم وجودها وهو ما يعني ان عليها ان تبحث عنها في كافة دور النشر المشاركة او الاعتماد على خبرة احد الباعة الذي تامل ان يكونوا متعاونين معها متسائلة عن لزوم توفير اجهزة كمبيوتر اذا لم تساعد الزائر في بحث بسيط كهذا هل هي للمشاهدة فقط او لنقول اننا وصلنا عصر التقنية؟
و بالرغم من نجاح المعرض من حيث المكان و الديكور الى ان سقف الحرية فيه لم يرضي اي من الزائرين فكاتب كتركي الحمد منعت كتبه نهائيا كما ان مؤلفات الكتب اللاتي من المفترض ان يوقعن كتبهن فرض عليهن حصارا مشددا لعدم وصول الرجال اليهم مما جعل بعض صاحبات الكتب يرفضن مبدا التوقيع كمؤلفة قصص الاطفال ناهد شوا.
ومع تساؤل الجميع عن موقع "دار الساقي" التي اشتهرت بروايات للمؤلفين السعوديين الى ان الوصول اليه لدرجة دفعت احد اصحاب دور النشر المصرية الخاصة بالاصدارات القانونية للسؤال عن سر التهافت على تلك الدار والسؤال عن موقعها بكثافة من الزوار.
الى ان الوصول الى دار الساقي لم يرضي رغبة الزائرين فلم يجدوا الروايات التي يسالون عنها وكان الزوار يسئلونهم عن اقرب معرض لهم في دول الخليج ليحجزوا موعدا مع معرض ابو ظبي للكتاب الذي سيقام بعد 3 ايام من انتهاء هذا المعرض,و يبدو ان باعة دار الساقي كانوا يروجون لمعرض ابو ظبي للكتاب لانهم سيتمكنوا وقتها من عرض كافة الروايات دون رقابة.
تلك الرقابة جعلت العديد من الزوار للتهافت على موقع جناح هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي تميز بعض ادوات السحر وطرق فكه بالاضافة لمجسمات توضح عبدة الشيطان و غيرها من الاداوت التي جذبت الزوار.
ومع وجود تلك الرقابة فان الزائرين كانوا سعيدين بما احتواه المعرض من ساحة مطاعم واماكن للراحة خاصة ان المكان مكيف ومجهز بكل وسائل الراحة بالاضافة الى سعادة اطفالهم الذين كانوا الاكثر سعادة بين كافة الفئات العمرية باقامة المعرض فجناح الطفل الذي اقيم لهم و الذي احتوى على اكثر من 30 جناحا لاقي اعجابهم بما وجوده من العاب تعليمية وقصص صغيرة و كتب تعليمية باساليب مختلفة تكسر حاجز التعليم التقليدي الموجود بالمدارس و اللعب التعليمية كانت متوافرة باسعار مناسبة للجميع,ومن الواضح ان غالبية زوار المعرض كانوا اطفالا ونساء في وقت جلس فيه الرجال لشرب القهوة التي اشتكى البائع في ركن دكتور كيف من كثرة الطلب عليها لدرجة ان الحليب انتهي على المغرب و توقفوا عن صنع يا من انواع القهوة حتى وصول امداد اخر من علب الحليب.